الأربعاء، نوفمبر 15، 2017

هل استطاعت قطر افشال مخطط اسرائيل لإشعال الحرب الرابعة…

أكتب هذه التدوينة حتى لاننسى ماحدث لنا، ومايحدث لنا الآن ، وماسوف يحدث لنا في المستقبل








بات معلوماً للجميع ان غزو قطر هو الخطوة الثانية التي كانت تخطط لها دول الحصار بعد فرض الحصار عليها ، وان اشعال حرب رابعة في الخليج هو الهدف الاساسي الذي تضع دول الحصار فيه كافة قدراتها المادية والسياسية والاقتصادية تحت الارادة الامريكية والاسرائيلية لمواصلة السير نحو مشروع الشرق الأوسط الجديد .



 وقبل الحديث عن الحرب الرابعة علينا ان نتعرف اولاً على الحروب الثلاث السابقة التي شهدتها ومازالت تعاني ويلاتها منطقة الخليج

الأولى...الحرب العراقية الإيرانية والتي عندما كانت مستعرة في 1980 صرح مستشار الأمن القومي الامريكي بريجنسكي عن قلقة من عدم قدرتهم مستقبلا على اشعال حرب ثانية قائلاً " ان المعضلة التي ستعاني منها الولايات المتحدة من الآن هي كيف يمكن تنشيط حرب خليجية ثانية تقوم على هامش الحرب الأولى التي حدثت بين العراق وإيران لتستطيع أمريكا من خلالها تصحيح حدود سايكس بيكو
الثانية ... في عام 1990 وبعد عشر سنوات بالتمام والكمال من تصريح بريجنسكي وقع صدام في فخ الكويت وغزاها وتحققت أمنية بريجينسكي في اشعال حرب خليجية ثانية.
فهل وقعت حرب الكويت بمحض الصدفة ؟
 بالطبع لا ...
فكل حرب وقعت في المنطقة هي حرب مخطط لها بالتأكيد ، غزو الكويت كان الهدف منه احتلال العراق وتمزيقه وليس احتلال الكويت ، فالعراق وفق مخططات التقسيم هي بداية تنفيذ مشروع الشرق الاوسط " مشروع التفكيك " ، وبالفعل تم احتلال العراق في 2003  ليتم اعلان مشروع تقسيمه في 2007 الى ثلاث دويلات ، دويلة شيعية في الجنوب حول البصرة ، دويلة سنية في وسط العراق حول بغداد ، دويلة كردية تقوم على أجزاء من الاراضي العراقية والإيرانية والسورية والتركية ، وهكذا تم تدمير العراق القوي .
الثالثة ...هي حرب تشطير اليمن بعاصفة الحزم والتي تبنت اشعالها السعودية بحجة حماية الشرعية وعبر التصريحات الطائفية النارية واستعراضات الأسد المتأهب ورعد الشمال والشيلات والقصائد والتهويل الاعلامي، فاستطاعت بذلك جمع دول عربية وغربية وشكلت حلف لضرب اليمن واسترجاع شرعيتها بعد دخول الحوثي صنعاء ، وجميعنا الآن يعلم بعد الاقامة الجبرية التي يقع تحتها هادي في الرياض ان الهدف الاساسي من هذه الحرب لم يكن حماية شرعيتها وانما تقسيم شطريها الشمالي والجنوبي الى دويلات منها دويلة للحوثيين .
ولان حرب اليمن لها علاقة وثيقة بالانتقال الى مخطط الحرب الرابعة علينا ان نعرف  لماذا تبنت السعودية حرب اليمن ؟
اولاً: موقع اليمن الاستراتيجي جعله ساحة صراع محلي ودولي وخصوصاً أنه يقع بين السعودية وسلطنة عمان ويطل على مضيق باب المندب أحد أهم المعابر المائية في العالم ومما يضاعف من أهمية موقع اليمن انتشار جزره البحرية في مياهه الإقليمية على امتداد بحر العرب، وخليج عدن، والبحر الأحمر ، كل هذه المميزات تجعل من الجهة المسيطرة عليه لاعباً أساسياً في المنطقة ويعطيه القدرة على التحكم بمدخل أحد أهم المعابر المائية في العالم "باب المندب"
ثانياً:  لان هدف اسرائيل هوالتمدد وتساعدها في ذلك حليفتها امريكا لذلك لابد لها مسبقاً ان تتخلص من القوى التي تهددها في منطقة الخليج، بدأت بالعراق ودمرتها واشغلتها بحرب طائفية وانقسامات وتتبقى الآن ايران، ولكي تتمكن اسرائيل من ايران وضربها قامت عاصفة الحزم لتمزيق اليمن وتقسيمه لان التقسيم ضرورة ملحة لاسرائيل قبل ضرب ايران وذلك لخوفها من وجود حكومة يمنية موحدة تمنع مرور غواصاتها وسفنها من باب المندب مستقبلاً .
وقبل الانتقال الى مخطط الحرب الرابعة علينا  ان نعترف بالحقيقة التي نحاول ان نتجاهلها وهي اننا لو درسنا ظروف كل حرب ودرسنا مجرياتها سنكتشف ان السعودية تبنت تنفيذ مخطط كل حرب مرت بها منطقة الخليج  بدأ من الحرب الايرانية العراقية مروراً بحرب الكويت ومنها الى حرب اليمن وصولاً الى حصار قطر ومخطط اشعال الحرب الرابعة بغزو قطر كل هذا خدمة و تمهيداً لمشروع اسرائيل الكبرى ، ولكي يتم المشروع على أكمل وجه بعد التخلص من القوة الاسلامية الباقية في المنطقة والتي ترعب اسرائيل وهي  "ايران" التي يسعى المخطط لتطويقها من جميع الجهات ليسهل تفتيتها .



حصار قطر لاشعال الحرب الرابعة … 
كنت اقول دائما واردد انه يستحيل ان يظل الخليج في مأمن وسط كل هذه الحروب المشتعلة حوله وخصوصاً بعد انهيار مثلث القوة العربي " مصر وسوريا والعراق " وبعد ان تمكنت اسرائيل من اختراق الخليج عبر حلقاته الأضعف الامارات ومنها الى السعودية، وبعد ان خرج للنور الصراع الشرس الذي كان خفياً لفترة طويلة وهو صراع الغاز .

 اذكر انه في لقاء له مع صحيفة " ديلي سكيب" الامريكية قال ثعلب السياسة اليهودي الامريكي كسنجر " ان الدوائر السياسية والإستراتيجية الأمريكية طلبت من العسكريين احتلال سبع دول شرق اوسطية من أجل استغلال مواردها الطبيعية خصوصاً النفط والغاز وذلك لان السيطرة على الطاقة " نفط وغاز" هي الطريق للسيطرة على الدول اما السيطرة على الغذاء فهي السبيل للسيطرة على الشعوب

وهذا هو الا ساس الذي تسير عليه خطوات الحرب الخفية التي يظهر فيها اليوم بوضوح شديد الصراع الروسي الامريكي والحرب على مشاريع الانابيب بين نابوكو الامريكي وبروم الروسي ، حرب الانابيب التي وصلت فيها امريكا الى حد ضعيف جداً وعجزت عن مواجهة المارد الروسي الذي استيقظ للتو ليتربع على عرش الطاقة ، فقد ادركت روسيا بعد سقوط الاتحاد السوفيتي ان التسلح بدون طاقة لايخلق قوة عظمى ولا يحقق انتصار ، اذا تعلم روسيا الان ان الطاقة هي الاساس وان السيطرة على القرار السياسي الدولي والتحكم به بلا منازع لن يتحقق الابالسيطرة على منابع النفط والغاز الدولية  .

 في يومنا هذا يعتبر الغاز هو الطاقة  الجديدة، فهو البديل الطاقي الاقوى والأنظف في ظل تراجع احتياطي النفط العالمي ، ولهذا اشتعلت حرب الانابيب بين روسيا وامريكا واطراف اخرى من القوى القديمة والحديثة للسيطرة على مناطق الاحتياطي " الغازي" وهذا الصراع هو اساس الصراع الدولي والاقليمي الذي نشهده ، فخريطة مشروع الشرق الجديد او خريطة سايكس بيكو 2 التي تبدأ من الشواطيء الشرقية للبحر الأبيض المتوسط في لبنان وسوريا ، الاناضول في آسيا الصغرى مروراً بشبه الجزيرة العربية والخليج العربي والهضبة الإيرانية وصولاً إلى مصر والسودان ودول شمال أفريقيا توضح الاهداف الاقتصادية والاستراتيجية والعسكرية التي تشكل في حقيقتها جزء من خريطة انجلو-أمريكية-اسرائيلية قديمة في المنطقة.

ولكن كيف كانت ستشتعل الحرب الرابعة في المنطقة من قطر؟ وكيف سيتم التقسيم الجديد بعدها  ؟ 
سبق حصار قطر مرحلة طويلة من التحريض الطائفي وتحريك للفتنة المذهبية في الخليج بتبني دول كبرى لها ثقل ديني كالمملكة العربية السعودية ،هذا التحريض المذهبي الدولة المستهدفة من تأجيجه هي ايران ، فدولة نووية مثل ايران لن تستطيع اسرائيل مواجهتها عسكرياً ولكنها تستطيع اشعال حروب طائفية حولها وفي قلبها بالتهويل المستمر من خطرها المذهبي الذي يملك القوة النووية بتحريك الفوضى ضدها بالتحريض الاعلامي والاقتصادي والسياسي وغيره لتحريك النزاعات الدينية والمناطقية وتشوية صورة ايران في عيون المسلمين وهذا مانجحت فيه اسرائيل الى ان اصبح التطبيع مع اسرائيل صداقة مشروعة واصبح التعامل والتحالف مع ايران الدولة المسلمة خيانة تستحق عليها دولة مثل قطر في نظر اشقائها العقاب والحصار .
اذا حصار قطر هو العقاب الذي تفرضه دول الحصار على قطر لانها شريك اقتصادي وحليف سياسي مع ايران بعد ان الصقت بإيران تهمة الارهاب الطائفي والخطر الذي يهدد الخليج والعالم .


الحرب الرابعة تهدف لتحقيق مخطط يتم تنفيذه بدعم امريكي واشراف اسرائيلي يعيد رسم خريطة شبه الجزيرة العربية والخليج من جديد لتلغى من عليها دول لها كيان وطني مثل الكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان واليمن والامارات العربية ويلغى وجودها الدستوري تماماً لتتحول بالتالي شبه الجزيرة الى ثلاث دويلات فقط هي دويلة الاحساء الشيعية وتضم الكويت والامارات وقطر وعمان والبحرين ، ودويلة نجد السنية ودويلة الحجاز السنية .
ولكن هذا التقسيم لن يتحقق وايران القوية كما هي ، لذلك يجب اولا على امريكا واسرائيل ضرب ايران ، ونقطة ضعف ايران هي قطر فهي الشريك في اكبر حقل غاز في العالم ومن خلاله يستطيع أعداء ايران بعد غزو قطر والعبث ببنيتها الطاقية السيطرة على عصب الحياة في ايران واضعافها واجبار حلفاء أقوياء مثل روسيا والصين تربطهم مصالح الغاز بإيران بالتخلي عنها وادخالها بالتالي في حالة من العزلة الدولية لتخوض حروب داخلية شبيهة بتلك الحروب الطائفية التي تدور في العراق تؤدي لاحقا الى تفتيت ايران  وتقسيم الخليج تقسيم طائفي ، ولكن تحرك قطر الذكي فور فرض الحصار عليها وتفعيل اتفاقيات التحالف العسكري بشكل سريع مع تركيا وايران اعاد لدول الحصار المهزومة في اليمن الى صوابها وتراجعت عن خطوة التدخل العسكري الحمقاء .

ولن نغفل هنا ذكر دور القوة الدبلوماسية القطرية التي تصدت بأدائها المدروس وحضورها اللافت لنوايا التدخل العسكري المبيته وأجهضتها عندما قدمت للعالم وجهة نظر قطر  في علاقاتها مع دول الجوار وخصوصا ايران، وعندما كشفت للعالم الاسباب الحقيقية التي دفعت دول الحصار لتبني الاتهامات الباطلة التي وجهت إليها بدون سند أو دليل وفرضت على اساسها اجراءات حصار جائر على قطر ، كما لم تغفل الدبلوماسية القطرية عرض المكانة الاقتصادية العالمية القوية لقطر ومكانتها في سوق الطاقة وان ضرر الحصاروالحرب سيطال الجميع بمن فيها دول الحصار واوروبا وقوى عظمى .

اذا قطر هي بوابة تقسيم الخليج وتفتيت ايران وهي تلك الصغيرة التي لن تستطيع اسرائيل الاستمرار في مشروع اسرائيل الكبرى الا باشعال حرب رابعة من خلالها،.

لا تعي دول الحصار هذه الأهمية لقطر فهي مغيبة تماما تحت الحاح الفساد ورغبة البقاء اطول على عروشها وتنصاع عمياء خلف الهيمنةالامريكية  والوعود الاسرائيلية ولاتدرك خطورة الموقف الذي تعرض الخليج كله له ، ولاتدرك ان اي خطر يهدد امن قطر سيطال الجميع ولن يسثني احد وان دفعوا المليارات كلها .

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

تحليل منطقي ... ولكن هل من اذان صاغيه !!!
لا نقول الا حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من السعوديه ممثله بحكامها الضلمه والامارات العربيه ممثله في المتصهين احمد بن زايد

مشاركة مميزة

ثلاثة أسباب محتملة وراء اختطاف القطريين بالعراق ....!

  السبب الأول " مؤتمر العراق في قطر ، أو حوار الدوحة "  نعود مع أحداث المؤتمر الى شهر سبتمبر 2015 وهو الشهر ذاته الذي عادت...