الثلاثاء، أكتوبر 25، 2016

ماذا فعل الشيخ "خليفة بن حمد " قبل ان يُعلن استقلال قطر ...!

 
 
 شبه جزيرة  صغيرة  "مستعمرة"
الميجور كنوكس ، بلانت ، كوكرين ، هالك ، هانكوك ، ويلتون ،مايكل جاكومب ، موبرلي ، و ادوارد هندرسن ، جميعها أسماء بريطانية وغيرها الكثير مرت في تاريخ قطر تصف حجم النفوذ البريطاني الذي بدأ قبل الحرب العالمية الأولى واحكم قبضته بعدها وبعد ان قضت هذه الحرب على النفوذ العثماني في المنطقة بالحيلة والقوة لتنفرد بريطانيا بالسيطرة على قطر وعلى منطقة الخليج كلها ، ليصبح الخليج  كما كان يقول كيرزت "بحيرة بريطانية " .





لن اخوض في تصدي بريطانيا للوجود العثماني في قطر وفرض حمايتها عليها حتى قبل ان تضع أي إطار قانوني ينظمها ، ولن اتطرق الى تفاصيل معاهدة القطيف ١٩١٥التي أرغمت  فيها بريطانيا ابن سعود على عدم التدخل في الأراضي القطرية ، ولن أسرد شروط منح امتياز النفط القطري للشركات البريطانية ، ولن أتوغل في توضيح نوعية التدخل البريطاني المقيت  في اختصاصات القضاء القطري، ولن اتحدث عن جماعة الخبراء الانجليز التي كانت تتولى إدارة البلاد ومرافقها مبررين ذلك بقلة الكفاءات والخبرات القطرية حينها .
سأتحدث فقط عن كيف انتهى كل هذا ، وكيف بدأت مرحلة التحولات العميقة في قطر ، وكيف تم بناء الدولة الحديثة وعن مقدمات الاستقلال .
 
نصير المواطنين وملاذهم
في ١٢ أغسطس من عام ١٩٥٥ تجمع العمال القطريين العاملين في شركة نفط قطر عقب صلاة الجمعة ليعلنوا اضرابهم ويوجهوا ندائهم  للشاب " خليفة بن حمد" الذي كان بعمر الخامسة والعشرين ولم يتولى أي سلطة بعد  ليحثوه على ضرورة تدخله في تحسين أجورهم وظروف عملهم  ، وبالفعل تعهد" خليفة بن حمد"  لهم بتلبية طلباتهم وحل جميع مشاكلهم على ضوء ولائه للحاكم " الشيخ أحمد بن علي " ودون أي تدخل من قائد البوليس حينها "كوكرين " او المستشار البريطاني " هانكوك" .
كانت هذه المرة الأولى التي يبرز فيها الشاب  خليفة بن حمد كشخصية عامة قريبة ومحبوبة من الشعب ليشغل بعد ذلك عدداً من المناصب بحانب كونه ولياً للعهد ،وكان أهم هذه المناصب هو منصب " نائب الحاكم".
 
 السعي خلف الهدف
لم تتفق أفكار الشاب "خليفة بن حمد" التي  كانت تسعى لتحويل قطر الى دولة ذات سيادة كاملة مع  فكر وجوهر معاهدة الحماية البريطانية على قطر والتي تجبر الحاكم على التنازل عن دوره السياسي الداخلي والخارجي للسلطات البريطانية ، لهذا الهدف قرر ان يبدأ مرحلة تطورات جديدة شملت الجهاز الإداري والتنفيذي في الدولة وكان اهم هذه التطورات الغاء  منصب "المستشار البريطاني " وتولى صلاحيات منصبة ليصبح بذلك اول رئيس للحكومة في قطر ليقوم بعدها بسلسلة من الإصلاحات في الدولة واصدر مجموعة من القرارات والقوانين المهمة موثقة جميعها في مجلدات الستينات " مجموعة قوانين قطر"
 
بداية التعريب
من هنا كانت البداية "بـ القانون" تمكن الشيخ الشاب" خليفة بن حمد" ان يشكل حكومة قطر وان يضع سياستها من خلال استحداث منصب المدير العام للحكومة والذي عين عليه الدكتور المصري حسن كامل عندما كان العرب كلاً لا يتجزأ وكانت مصر قوية ترعى العرب وتدعمهم .
اعتمد على سياسة تجنب الاصطدام المباشر و"بعد النظر " عندما استحدث منصب القنصل البريطاني بجانب ابقائه على منصب المعتمد السياسي البريطاني و على "كوكرين" في منصب وكيل المستشار بجانب رئاسته للشرطة.
 
ثورة القانون
كان الشيخ "خليفة بن حمد" يعي تماما ان قوة الدولة تبدأ من القانون لذلك اصدر العديد من القوانين واللوائح كان أهمها هو القانون رقم (١) لعام ١٩٦٢الخاص بتنظيم الإدارة العليا للأداة الحكومية ، ساعد هذا القانون في اعداد سياسة عامة تقوم على أساس خطة شاملة تكفل للدولة أكبر قدر من النهوض الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والإداري .
وبدأ بذلك التطور الذي شمل كافة أجهزة الدولة وبدأ يتضح هيكل الدولة واختصاصاته لتبدأ قطر التي عانت من فقدان سيادتها الخارجية على الاشتراك في بعض النشاطات الدولية بالانضمام  لمنظمات فنية تابعة لهيئة الأمم المتحدة كاليونسكو ومنظمة الصحة العالمية وشاركت في مؤتمرات الدول المنتجة للنفط  وفي مؤتمرات مقاطعة إسرائيل .
 
التقطير
تمكن الشاب "خليفة بن حمد" خلال فترة وجيزة من نقل قطر من دولة لا سيطرة لها على سيادتها الداخلية والخارجية  ١٩٦٠ الى دولة لها هيكل داخلي كامل ينظمها وفيها 14 وزارة  اكتملت بصدور المرسوم بقانون رقم (١١) لعام ١٩٦٩ المتعلق بإنشاء اول إدارة للشؤون الخارجية لتصبح هي النواة لوزارة الخارجية على وضعها الحالي .
 
الدستور والاستقلال
في إبريل عام ١٩٧٠ صدر أول دستور قطري " نظام أساسي مؤقت" لتتحول قطر بسبب فطنة وذكاء وبعد نظر هذا الشاب من مجرد شبه جزيرة مستعمرة لا سيادة لها الى دولة لها كيان مستقل ولها دستور ولها مجلس وزراء لأول مرة في تاريخ قطر كان اول اجتماع له ٣ يونيو ١٩٧٠لتصبح قطر بعد كل هذه الإصلاحات والتطورات التي شهدتها على يد هذا الشاب وكما أعلنها  هو بكل فخر ....
"دولة  مستقلة ذات سيادة كاملة "
 
حقق كل هذه الإنجازات  خلال عشر سنوات فقط وهو في منصب " نائب الحاكم " و قبل ان يصبح حاكم دولة قطر .
في 22 فبراير 1972 تولى الشيخ خليفة بن حمد ال ثاني  قائد نهضتنا مقاليد الحكم في البلاد وعاشت قطر في ظل حكمه ما يقارب العقدين  تبلورت  خلالها الشخصية الوطنية  والقومية لقطر لتصل الى ما وصلت اليه اليوم من المكانة والثقل  السياسي بين الأمم .
 
بو حمد
الى جنات الخلد ونعيمها
 

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

الله يرحمه ويغفرله

مشاركة مميزة

ثلاثة أسباب محتملة وراء اختطاف القطريين بالعراق ....!

  السبب الأول " مؤتمر العراق في قطر ، أو حوار الدوحة "  نعود مع أحداث المؤتمر الى شهر سبتمبر 2015 وهو الشهر ذاته الذي عادت...