الأحد، أغسطس 05، 2012

ضاحي كوبلاند في الخطاب الاعلامي ..ونظرية المؤامرة الإخونجية !



أن من يراقب الوضع السياسي لدولة الامارات اليوم والذي يتصدره اعلاميا رئيس شرطة دبي ضاحي خلفان يتذكر تلقائيا الكتاب الشهير ( لعبة الأمم ) لمايلز كوبلاند أشهر عملاء المخابرات الامريكية والذي وضح من خلاله كيفية تقمص عملاء المخابرات لشخصيات الزعماء والرؤساء لصنع فُرص ,وفرض سيناريوهات مطلوبة تتحقق بها أهداف ومصالح سياسية .
فها هو (ضاحي) يتقمص دور الحاكم وجلي انه لا يتقمص دور حاكم امارة دبي فقط ، بل يتقمص دور رئيس دولة الامارات العربية المتحدة ,فهذا مانلمسه مع قوة التصريحات والتحذيرات التي يُدلي بها على المستوى الداخلي و الخارجي .

 اللقاء التلفزيوني الكارثي الذي خرج علينا من خلاله معالي الشيخ ضاحي في هذا الوقت بالذات ليقوم بدور البطولة ويمثل دور رئيس المخابرات الذي يتقمص دور الحاكم بجدارة ويبرر لنا من خلالة الحملة التعسفية في اعتقال المواطنين الاماراتيين ويوضح مدى خطورتهم وخطورة فكرهم الاصلاحي وكونهم عناصر في التنظيم الاخونجي ماهو الارسالة موجهة ,اولاً للشعب الاماراتي ففيها نجد نوع من التحذير له ان صح التعبير على ضرورة  ان يرضى الرضا التام بقرارات القيادة بهذا الشأن بعيدا عن طلب الاقناع ,وان عليه التغاضي عن اجابات يتوقعها لاسئلته المطروحة ,وليثبت ان مايحدث من اعتقال ليس تعسف ضد أصحاب الفكر والرأي الاخر كما هي الحقيقة  وانما هي مجرد إجراءات تتخذها القيادة   لحماية امن الوطن  وامان المواطن .
اذا هو يعتبر خروج اعلامي بالصوت والصورة للقيادة الاماراتية التي يمثلها صاحب السمو ضاحي  لتلقين الدرس للشعب الاماراتي بطريقة غوغائية ساذجة أساسها قائم على  فكرة مبتذلة وهي ان بقاء هؤلاء المواطنين  خارج اسوار المعتقل سيكون سبب رئيسي في اسقاط الحكم وجر الامارات نحو الانهيار والهلاك ليخرج المواطن بعبرة من هذا الدرس  وهي أن ذات  العقوبة ستكون مصير لكل من سيبدي اي نوع من الاعتراض على هذه الاعتقلات .
وثانيا للتنظيم الاخواني (الاخونجي ) حسب تسمية ضاحي له والذي تمكن مؤخرا (التنظيم) ممثلا في فخامة الرئيس محمد مرسي ان يصل للسلطة ويستحوذ على كرسي الحكم في جمهورية مصر العربية ,الامر الذي لاحظنا انه  ترك اثرا قويا بشكل سلبي على القيادة الاماراتية لم نتمكن ابدا من تفسيره او معرفة اسبابه ولكن ادركنا حجمة وقوته من  خلال تصريحات ضاحي حفظه الله التي تترجمها القيادة بمواقف سياسية وقرارات محلية بمنع دخول اي شخص يحمل الفكر الاخونجي للاراضي الاماراتية وأعتقال اي مواطن اماراتي تشتبه الحكومة في انتمائه للتنظيم.
الرسالة للاخوان واضحة كل الوضوح فأساسها ينصب على تأكيد ان هذا التنظيم هو العدو الاول  اليوم للقيادة الاماراتية فضاحي (رئيس شرطة دبي) أكتشف أن التنظيم ذو طموح سياسي ولايسعى لتطبيق الشريعة الاسلامية كما يدعي بقدر مايسعى للسلطة والسيطرة على الحكم في كل دولة عربية ومنها الامارات ,لذلك يؤكد معاليه ان دولة الامارات ستقف بكل مااوتيت من قوة امام هذا التنظيم وستكون هي  الدرع الذي سيحمي الخليج والمانع لهذا التنظيم  من تحقيق طموحة السياسي فيه.
للاسف يتضح من هذا كله مدى انحراف السياسة الاماراتية وغياب الحكمة المطلوبة ,ففي الوقت الذي يجب ان تكون فيه علاقة القيادة بالشعب قائمة على الديمقراطية وحرية الاراء واحترام الفكر نجدها تنجرف نحو التعسف في استخدام السلطة لتتحول لنظام ديكتاتوري وحكم مستبد ,فالقمع هو المنهج الحكومي الذي ترسخ لدى الشعب  ,وباتت القناعة الشعبية هي ان اي فكر لايروق للقيادة هو فكر هدام وغير شرعي ومخالف لأنظمة امن الدولة ومصير معتنقه هو المعتقل ,تناست القيادة بذلك ان في هذا تعطيل للحريات العامة او تعمدت (لاندري) فقد قُيدت حريات متعددة كحرية التعبير وحرية الفكر وحرية الانتقاد.  
لاننكر على اي  دولة حقها في التصرف في شؤونها الداخلية  بالشكل اللذي تراه مناسبا لها ويضمن سلامة امنها ,ولادخل لنا مطلقا  في أي شأن داخلي لأي دولة ,ولكن مايحدث في الامارات من اعتقالات عشوائية والعدد الذي وصلت له لمواطنين كل ذنبهم انهم  يحملون فكر معين (غير محرم ) هو مانستكرة فهو أمرلم  نعتد عليه خليجيا ولم نتوقع ان قيادة كقيادة الامارات ستمارس هذا النوع من  القمع ضد مواطنيها يوما ما .
نستغرب حقيقة ان شخصية مثل شخصية ضاحي (رئيس الشرطة) تكون هي المتحدث الرسمي بأسم القيادة الاماراتية في كافة وسائل الاعلام,فعمليا لاعلاقة له بهذا الدور خصوصا وان طرازه لايمت مُطلقا لطراز رجال السياسة اللذين يتحلون بالحكمة والحنكة والطلاقة في الحديث فشخصية مثله لاتجني الامارات من تصريحاتها سوى خوف الشعب الاماراتي من القادم وتفسخ علاقات كانت قوية للامارات مع دول عربية ودول الجوار ,ونستغرب كذلك احتضان الامارات لفلول النظام البائد وأهل الفضائح كفضيحة معبر كارني الذي يظهر تأثير وجودهم على السياسة الاماراتية جليا .
مهما كانت الحقيقة مرة لابد وان نستسيغها ومهما كان الواقع مُحبط لابد وان نتساير معه والحقيقة المرة هنا التي يثبتها العبث الذي يعاني منه الواقع الاماراتي ان رئيس شرطة دبي يتسلم دفة مقاليد الحكم عمليا بمباركة القيادة ,معتقدة بذلك انها بتصريحات ضاحي وتصرفاته وتحديد قرارتها وفق رؤيته للامور وتفسيره الخاص لها تحمي سُلطتها وكرسيها ,واقعة بهذا تحت وهم مايحاول ضاحي اقناعها واقناع العالم به , وهو ان الاخوان يخططون لقلب نظام الحكم الاماراتي واسقاطة ,والحقيقة هي ان كان هناك فعلا مؤمراة ضد الامارات اهدافها اسقاط حكم آل نهيان فهي مايحدث في الامارات الان على يد ضاحي وجهاز امن الدولة الذي يقمع الشعب ويخفي الحقيقة ويثبط عزائم الشعب وطموحة بهذه الاجراءات ويجعله في حالة روع من حاضره وتوجس من فقده لمستقبل  مشرق مُحطما بذلك بمعول من يشير علية من الفلول والخونة واهل الفضائح الصورة المحبوبة للاسرة الحاكمة لدى الشعب ولدى العالم اجمع والذي تحت القمع سيثورحتما يوما ما ويطالب بالتغير.  
لسنا ضد الاسرة الحاكمة الاماراتية مُطلقا ولانقصد أبدا اي اساءة لها فروابط الخليج تجعل منا شعب واحد وتفرض علينا الاحترام والولاء لجميع شيوخه ,فقط نتمنى ان تخرج الامارات من هذه الازمة بعودتها لحكمة الرؤية التي وضعها الشيخ زايد رحمة الله لمواجهة التحديات فقد كان يكرس كل الخبرة والدراية لمصلحة شعبه وبلده ولحل قضايا هذه الامة لا باافتعال أزمات داخلية وخارجية اساسها هش وقائم على افتراضات لااساس  لها من الصحة  ,إذ عُرِف عن سموه الحكمة وبُعد النظر وهذه الامور بالذات هي ماتحتاجة الامارات في هذا الوقت بشدة ... ومازالت للان الفرصة سانحة .
ختاماً نسئل الله ان يحفظ الامارات وحكامها وشعبها من كيد كل خائن ..والخليج العربي والامة الاسلامية ... اللهم آمين  

مشاركة مميزة

ثلاثة أسباب محتملة وراء اختطاف القطريين بالعراق ....!

  السبب الأول " مؤتمر العراق في قطر ، أو حوار الدوحة "  نعود مع أحداث المؤتمر الى شهر سبتمبر 2015 وهو الشهر ذاته الذي عادت...