الثلاثاء، يونيو 19، 2012

أشعل جذوة الصحوة ولاتُشعل فتيل الثورة ...!




نعيش اليوم في قطر مرحلة إعلامية حرجة تؤثر سلبا على الوطن والمواطنين ,ففي الوقت الذي نحتاج فيه الى إعلام قوي يعي حجم التحديات نجدنا أمام إعلام محلي ضعيف جدا من حيث المضمون لايستطيع ان يؤدي أي دور فعال في عملية النهضة التي نشهدها أو ان يساهم بمحاولة في إيقاظ المجتمع وتوجيهه نحو الصحوة والوعي والعمل على نقله من ظلام التخلف والتباس الامور عليه الى نور التقدم واتضاح الصور ,نجد أنفسنا اليوم وبكل أسف أمام إعلام وطني غابت عنه الاهداف ولاتتضح أمامة الرؤيا كما يجب .


فالأزمة الاعلامية التي نعيشها هي في حقيقتها ومن وجهة نظري أزمة فكرية نعاني منها متمثلة في بعض الأقلام التي أرى انها تترجم كل أمر حسب أهوائها وحسب ماتعتقد ,أصبحنا نتلقى ونستقبل ونقرأ يوميا الكثير من المقالات والاراء المدروسة وغير المدروسة ,الغث والسمين ,والملاحظ على أغلب هذه المقالات وخاصة في هذه الفترة انها اخذت جميعها على عاتقها دور النقد على كافة الاصعدة وفي جميع الاتجاهات فمنها ماينقد الظلم الاجتماعي ومنها ماينقد الاستبداد السياسي ومنها ماينقد الانحراف المؤسسي ,وكل هذا تحت حق ممارسة الحق الديمقراطي وحرية التعبير ولاخلل في هذا ,ولكن الخلل يكمن في طرح النقد لمجرد النقد وفي طرح النقد لإغتنام فرصة للانتقام من شخص معنوي او اعتباري ,أو اغتنام فرصة للانطلاق الى عالم الشهرة الشعبية .

تحولت ساحة الإعلام لدينا الى ساحة معركة فقد تجاوز النقد أهدافة وتحول الى هجوم وتوجية اتهامات وتشهير واهانات وتم خلط الحق بالباطل وضاعت القضايا الشعبية وهموم المواطنين تحت ضغط تصفية الحسابات الشخصية للكتاب والاعلاميين ,انشغلت الاقلام لدينا بمشاكلها الخاصة وغيبت دورها الاساسي وهو الانشغال بمشاكل الشعب وتوعيته وتبصيره للمستقبل الجديد المُقدم عليه .

إعلامنا بهذا الحال لن يتمكن من إستيعاب او اجتذاب المواطن ,فالمواطن اليوم ليس كما يظنه البعض ساذجا او جاهلا ليرضى بهذا الكم من السلبية والانطباع السيئ الذي يترجمة النقد اليومي والمستمر لجهات ومؤسسات وطنية ,خصوصا وانه (الاعلام ) لايقدم للمواطن سوى النقد في ثوب ندب وتباكي وقذف اتهامات ولوم ,دون ان يسهم بحل ولو بتقديم مجرد اقتراح او توصية ,أصبح تحت حق النقد وحرية التعبير كل شيء مباح (اعلاميا )وكل امر يُنشر سواء كان خير او شر ,صواب او خطأ .
تجاهل الإعلام الابعاد الخطيرة في تعديه الخطوط الحمراء ولم يجعل له سورا فاصلا بين منطقة الأمان وهي حرية التعبير وبين منطقة الخطر وهي التعدي على الاخر.وأصبح يعالج بعض القضايا بإنحراف وتضليل بإنجازات وهمية ونتائج من وحي الخيال من خلال حلول واهية يقوم أغلبها على المقاطعات أواعلان الانسحابات كنوع من الضغط ,متناسين اننا في عصر يحتاج لحلول وتحديات قوية وجذرية لالمجرد الركون الى افكار وحلول بدائية وساذجة وغير مجدية .

ليس الهدف هنا دعوة الاقلام القطرية ان تُمسك عن النقد اوان تجامل وتنافق ولكن الهدف هو ضرورة غربلة ماحولها من أحداث  ومشكلات ومعالجتها بمنطقية وطرحها بشكل يتقدم فيه الحل على النقد , وان لايكون الهدف هو تصيد الاخطاء على كافة الاصعدة والمجالات او افتعال مشكلات فقط ,فلسنا بحاجة الى تشويه صورة المؤسسات القطرية او توليد أفكار سلبية عنها في اذهان المواطنين واظهارهم أمام أنفسهم بصورة المواطنين المهدرة والضائعة حقوقهم على طول الخط , فالإعلام هدفه الاساسي هو زيادة الوعي واشعال جذوة الصحوة لاتخريب العقول واشعال فتيل الثورة .

أخيرا

اذا أردت ان تُلغي احساس مواطن بوطنيته وفر له إعلام مُتجهم شاكي ناقد يطرح مشاكل وينتقد ويجادل ويلوم ويتهم ....ولايقدم حل .

عندها فقط ينعدم احساس المواطنة والوطنية وتصبح الاخطاء كلها لديه اخطاء الحاكم ... !!


الاعلام رسالة ..فحملوا مضامينها القيم النبيلة .




مشاركة مميزة

ثلاثة أسباب محتملة وراء اختطاف القطريين بالعراق ....!

  السبب الأول " مؤتمر العراق في قطر ، أو حوار الدوحة "  نعود مع أحداث المؤتمر الى شهر سبتمبر 2015 وهو الشهر ذاته الذي عادت...