السبت، ديسمبر 26، 2015

ثلاثة أسباب محتملة وراء اختطاف القطريين بالعراق ....!

 
السبب الأول " مؤتمر العراق في قطر ، أو حوار الدوحة "
 نعود مع أحداث المؤتمر الى شهر سبتمبر 2015 وهو الشهر ذاته الذي عادت فيه قطر الى العراق بعودة سفارتها في بغداد بعد قطيعة دامت 25 عام ، وبالعودة لمؤتمر العراق في قطر ،واحتمال كونه سبب من الأسباب السياسية التي أدت الى اختطاف القطريين في العراق ، حيث اغضب الحكومة العراقية التي أعربت حينها عن استغرابها من عقد مثل هذا المؤتمر السياسي المعني بالشأن العراقي في الدوحة وقالت انه تم دون التنسيق المسبق مع العراق ومن دون علم السلطات في بغداد واعتبرته تدخلا سافرا في الشأن الداخلي العراقي، وخرقا واضحا لمبادئ العلاقات الثنائية ، وقالت أيضا ان  قطر تستفز العراق باستقبالها في هذا المؤتمر قيادات سنية معارضة وشخصيات من حزب البعث العراقي المنحل الذي كان يتزعمه صدام حسين، ومتشددين سنة صدرت عليهم أحكام في قضايا إرهاب .
أما قطر من جانبها فقد أبدت استغرابها الشديد هي أيضاً من الموقف العراقي ودافعت عن موقفها بقولها ان المبادرة القطرية، ماهي الا ثمرة زيارة وزير الخارجية القطري للعراق ولقاءاته بالأطراف العراقية السنية والشيعية على السواء وحثهم  للاجتماع معاً ومناقشة وحدة العراق والحفاظ على أمنه واستقراره. 
يبدو ان هذا المؤتمر أغضب العراقيين جداً وبدأت تتعالى أصوات من الداخل العراقي بضرورة ان يتم الحوار بين العراقيين بدون تدخل أطراف خارجية كـ قطر التي اتهمها البعض انها بهذا المؤتمر تبدأ تنفيذ  مخططات "سعودية صهيونية أمريكية " هدفها تفتيت العراق طائفياً و نهب ثرواته و إرجاعه إلى حالة "صدام" ودعم البعض اتهامهم هذا بذكر كلام جيمس بيكر وزير الخارجية الأمريكي السابق عن قطر عندما قال "و في كل الأحوال ، يجب الحذر من قطر ، هذا العدو الذي يريد بالعراق شرا" 
لهذا أقول انه "ربما" ومن "المحتمل والجائز سياسياً " ان تكون الحماقة السياسية في العراق قد توصلت الى انها بخطف القطريين تبعث رسالة تحذير الى قطر بضرورة عدم التدخل في الشأن الداخلي العراقي ، وجرها حكومة وشعباً الى مشهد أمني يشبه المشهد الأمني العراقي …! 
"ربما " يكون هذا سبب خطفت الحكومة العراقية  القطريين في العراق من اجله ونسبته للميلشيات والجماعات الإرهابية  كنوع من " شد الودان " او "صراع سيب وأنا أسيب" ..كل شيء وارد وكل سبب متوقع  فلا ثوابت سياسية نستند عليها للنفي او التأكيد . 
 
السبب الثاني : " قصة التوغل التركية " 
نعود مع هذه القصة الى بدايات هذا الشهر "ديسمبر" …
نعود لجلسة الافتتاحية لمؤسسة الفكر العربي بمقر الجامعة العربية  التي انعقدت بتاريخ 6/12/2015 حيث أدان حينها الأمين العام للجامعة نبيل العربي ما أسماه بـ"التوغل " التركي في العراق ووصفه بأنه تدخل "سافر" في أراضي دولة عربية ويتعارض مع كل المواثيق الدولية وقرارات الأمم المتحدة ، كما حذر الأمير خالد الفيصل رئيس مؤسسة الفكر العربي في ذات الجلسة من تراجع دور الحكومات وسيطرة المليشيات، وقال حرفياً "نحن نرى اليوم أن هذه المليشيات هي التي تدير الأمور في العديد من الدول العربية" 
بعد هذه التصريحات  بساعات قليلة فقط خرج  العبادي  للإعلام العربي والعالمي وقال في مشهد بطولي مفتعل  "كل الخيارات مطروحة إذا لم تسحب تركيا قواتها (من العراق) خلال 48 ساعة"…! الغريب انه بعد تصريح العبادي بعشرة أيام تم اختطاف الصيادين القطريين …!.
وعلى جانب آخر .. بالتأكيد لست وحدي من لاحظ انه بعد الغزو الأمريكي للعراق ، وبعد الربيع العربي تحديداً  فرضت تركيا نفسها كقوة معادلة للكفة  الإيرانية وعززت علاقاتها مع الخليج ، وتميزت من بين هذه العلاقات كلها العلاقة "التركية القطرية " حيث ادركت قطر ببعد نظرها وبفطنتها السياسية المعتادة  أوجه التقارب بين مواقفها وبين مواقف تركيا التي تعبر في مجملها عن آمال الشعوب العربية والإسلامية فتمازجت معها سياسيا في حلف قد يجعل من استغلال "سحر الشيوخ " في حادثة اختطاف القطريين وسيلة ضغط على تركيا وسبب يجبرها على سحب قواتها التي "توغلت" في العراق حسب وصف بيان الجامعة العربية .
خلاصة ما أود التوصل اليه من هذه القصة  هي انه ربما كان للتغلغل الإيراني في العراق دور في  اختطاف القطريين ليتم التفاوض على خروج القوات التركية مقابل اطلاق سراحهم ، خصوصا وان ايران حليف مميز لروسيا التي تعتبر العدو اللدود لتركيا …!
يعتبر هذا احتمال  وارد أيضا وقد يفسر طلب المرجع الشيعي علي السيستاني  إطلاق سراح جميع المواطنين القطريين  وكأنه يعلم من يخاطب ، فسحر الشيوخ يعمي البصيرة السياسية دائما على كافة المستويات الشعبية والحكومية والمرجعية …!
السبب الثالث   …"عشان خاطر عيون نمر النمر " 
هذا السبب ورد إعلاميا في حبكة فريدة من نوعها يتم الترويج لها والتأكيد عليها ، مفادها ان ميليشيات حزب الله الشيعية في العراق وراء اختطاف القطريين من صحراء العراق الجنوبية ، وان حكومة بغداد أبلغت الحكومة القطرية أن المخطوفين موجودون في أماكن لا يمكنها الوصول إليهم، وكانت جماعة مسلحة قد طالبت السعودية بالإفراج عن المعارض المحكوم عليه بالإعدام “ نمر باقر النمر” مقابل الإفراج عن الصيادين القطريين ، وبحسب وسائل إعلام لبنانية ، فأن مبعوثاً خاصاً لأمير قطر زار بيروت مؤخرا ، وتواصل مع مكتب حسن نصر الله، وذلك للتدخل في إطلاق سراح المختطفين .
هذه حكاية تمرر يومياً منذ اختطاف القطريين في العراق ، وهنا المنطق يحتم علينا ان نتساءل ، لماذا لم يكلف حزب الله جماعة الحوثي في اليمن باختطاف او اسر جنود وقادة سعوديين من اليمن لتتم المساومة مباشرة بين السعودية وحزب الله .. لماذا قطريين ؟ ومن العائلة الحاكمة ؟ …خصوصا وان قطر دولة مشهود لها بدورها العربي والعالمي المميز في الوساطة السياسية عبر الطرق الدبلوماسية وبالوسائل السلمية …فلماذا لم يطلب حزب الله الوساطة مباشرة من قطر ودون اختطاف الشيوخ ؟! .
في النهاية يبرز لنا عامل مشترك بين جميع هذه الأسباب ، وهو وزن قطر وثقلها السياسي الذي يتناقض تماما مع نظرية  الحجم السياسي الذي لا يزيد عن الحجم الجغرافي ، فنجد قطر في السبب الأول هي المفتري عليها لأنها ذات سياسة ذكية لا يفهمها من هم دون مستوى ذكاء معين ،  وفي الثاني في نظر اعدائها قبل حلفائها هي الحليف المؤثر في قرارات حلفائه ، وفي السبب الثالث هي الذراع الموجعة للشقيقة الكبرى التي تجبرها على التفاوض .
هذه ثلاث أسباب محتملة من وجهة نظري توصلت لها من خلال قراءتي للأحداث السياسة حولي ،آخرها وهو المعترف به إعلاميا لم يقنعني مطلقاً ، ولكن قناعتي تظل بلا قيمة في ميدان السياسة المكتظ بأنواع الغموض …!
.
.
 الحرية والكرامة للمختطفين القطريين 
 
 

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

ثلاثة أسباب محتملة وراء اختطاف القطريين بالعراق ....!

  السبب الأول " مؤتمر العراق في قطر ، أو حوار الدوحة "  نعود مع أحداث المؤتمر الى شهر سبتمبر 2015 وهو الشهر ذاته الذي عادت...