تهيئة الساحة الخليجية لاستقبال ترامب بمنظور منحاز"
نشهد منذ بداية الوساطة القطرية في حرب غزة تداخلًا معقدًا بين السياسة الإقليمية والتكتيكات الإعلامية، زادت حدتها مؤخرا مع التصعيد السياسي الغريب الصادر من نتنياهو قبل زيارة ترامب بأيام ، فهل يوجد رابط بين هذه الحملة السياسية الإعلامية "الاسرائيلية الخليجية" ضد قطر وبين أهداف زيارة ترامب ؟!
تأتي التوقعات هنا بناء على المعطيات ومن واقع تجارب سابقة مشابهة لحملات سياسية وإعلامية واجهتها قطر وتعرضت بعدها مباشرة لأزمات سياسية تأريخية، لذلك يمكننا ان نستنتج هذا الرابط والعلاقة بين تصريحات نتنياهو وزيارة ترامب ونسردها بشكل موجز ومختصر كالتالي :
زيارة ترامب المقبلة للخليج تعني بشكل مؤكد عودة للنقاش في بعض الملفات السياسية المحلية والإقليمية، وعلى رأسها ملف التطبيع وتوقيع الصكوك الإبراهيمية ، وبالنسبة لدولة مثل قطر رفض التطبيع مع إسرائيل ليس موقفًا دعائيًا، بل هو خيار استراتيجي مرتبط بأولويات الأمن الإقليمي وحقوق الشعب الفلسطيني، لذلك نرى ان إعادة توجيه الاتهامات لقطر في هذا الوقت سواء من الإعلام الاسرائيلي أو الخليجي ونشر اكاذيب مثل " قطر جيت" وغيرها وتبني وسوم و ترندات إعلامية سلبية ضدها ، ومحاولة نتنياهو التشكيك في دورها وتحويله من دور نزيهة إلى دور داعم للارهاب لا تفسير له الا الضغط على قطر ليكون "التطبيع مقابل الوساطة".
التصريحات السياسية الاسرائيلية الغوغائية في هذاالوقت والحملات الإعلامية المباشرة لهذا التصريح ،والممنهجة بوضوح ضد قطر تمهد بشكل واضح لخلق تصوّر لدى الإدارة الأميركية بأن قطر "منحازة وغير محايدة" وتشكل عبئًا على جهود الوساطة ، وقد يتم التصعيد بشكل أكبر وتأخذ هذه التصريحات بُعدا آخر لتتم المطالبة بتحجيم قطر واستبعادها من أي طاولة تفاوض من أجل غزة ، في المقابل سنشهد بالتأكيد تلميع لأطراف أخرى " مطبعة" بحجة اعتدالها السياسي ودعمها "للتحضر" الإسرائيلي .
"بشكل عام المشهد فيه شبه كبير من تصعيد وحملات سبقت قمة الرياض وذكريات 2017 "